الأربعاء، 15 أكتوبر 2008






نداء إلى الرأي العام الوطني والدولي



تقترب هذه الأيام محاكمة سيدي محمد ولد هيداله النجيل الأكبر للرئيس الموريتاني السابق في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات المطالبة بتسليمه إلى بلده الأصلي لمحاكمته حول التهم المزعومة الموجهة إليه وإلى العناصر التي اعتقلت معه ضمن ما يعرف بمهزلة طائرة انواذيبو، والتي استفاد بعضها من الحرية المؤقتة والبعض الآخر صدرت أوامر بأن لا وجه لمتابعته، وذلك ضمن ما يعرف بمهزلة طائرة انواذيبو التي قام بفبركتها مدير الأمن السياسي المفوض ولد آده لحاجة في نفس يعقوب. وكانت آخر تلك المطالبات الالتماس الذي وجهته والدته في أواخر شهر رمضان المبارك إلى جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب وذلك امتعاضا من التسويفات والمماطلات المتكررة التي ظل عرضة لها بالرغم من الطلب الرسمي الذي تقدمت به السلطات الموريتانية وجددته في الأسابيع الماضية.


من هو سيد محمد ولد هيداله؟


إنه النجل الأكبر للرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونه ولد هيداله الذي حكم البلد 1980-1984، ولج العمل السياسي في سن مبكرة وتحديدا سنة 1992 خلال الانتخابات الرئاسية التعددية الأولى التي دعم فيها وبشدة أحمد ولد داداه، داخلا بذلك معارضة ولد الطايع من بابها الواسع، وسيكون في وقت لاحق هدفا لمخابرات الطايع ذات الأذرع الطويلة التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة تشويه صورته لدى الرأي العام الوطني والهدف من كل ذلك هو النيل من المكانة السياسية والاجتماعية لأسرته التي تحظى بمكانة مرموقة في المجتمع الموريتاني بكل طوائفه وفئاته. وهكذا اعتقل سنة 1999 وهو عائد من الخارج بعد أن أجرى تنسيقات مع رؤساء المعارضة في الخارج، ووجهت له تهم واهية كالمساس بأمن الدولة الداخلي والخارجي، وزعزعة استقرارها، وحمل السلاح ضدها، وحوكم محاكمة أشبه إلى المهزلة، لا تماثلها إلا التي جرت له سنة 2003 مع طاقم حملة والده، ذلك الطاقم الذي هز البلد وكان هو لاعبه الأكبر، ولعل السبب الكامن وراء كل ذلك هو النشاط المحموم الذي قام به من أجل التستر على زعماء المحاولة الانقلابية الدامية التي وقعت 2003 والتي حطمت أسطورة نظام ولد الطايع؛ حيث استطاع هذا الفتى بذكائه الخارق وحيويته الدؤوبة أن ينظم خروج أولئك الفرسان تحت عيون رجال العسس وأن يضمن لهم اللجوء السياسي ومباشرة العمل السياسي والعسكري بفضل نشاطه وشبكة علاقاته الواسعة في الخارج. وقد حوكم غيابيا ضمن ما يعرف بمحكمة واد الناقة التاريخية 1984 وحكم عليه بـ 15 عاما من السجن مع الأعمال الشاقة وظل منفيا في الخارج حتى سقوط نظام ولد الطايع. وهاهو اليوم يستهدف مجداد من طرف العناصر التي تقود صراعا أبديا معه والتي حولت ذلك الحدث التاريخي العام إلى تغيير في ظل استمراريتها من خلال مسكها بالجيش والمخابرات والمال والإدارة والقضاء، فما محاولة توريطه في مهزلة طائرة انواذيبو إلا حلقة ضعيفة من سلسلة حلقات ماضية ونرجو أن لا تكون قادمة لاستهداف هذا الفتى اليافع ، الطموح. ولعل التقرير الذي نشره معهد دراسات الحراطين بالولايات المتحدة الأمريكية والذي يتحدث عن تغلغل دولة أجنبية في الشأن الموريتاني، والذي أشار بلغة صريحة أن شبكة المخدرات في تلك الدولة تحاول توريط نجل الرئيس السابق ولد هيدالة وذلك للحصول على تنازلات سياسية حول ملف حساس يؤرق تلك الدولة. وفي الختام فإن المبادرة الوطنية لإنصاف سيدي محمد ولد هيدالة تدعو كل الخيرين وأصحاب النوايا الحسنة المدافعين عن الحق والعدل إلى تفهم وضعية سيدي محمد وتبني قضيته من أجل إنصاف هذا الشاب المفترى عليه...









المبادرة الوطنية لإنصاف سيدي محمد ولد هيداله